
مقتل 3 اسرائيليين واستدعاء ثلاثين ألفا من جنود الاحتياط
غزة - الحياة الجديدة - وكالات - استشهد 11 مواطنا في قطاع غزة أمس في غارات جوية وقتل 3 اسرائيليين بعد سقوط قذيفتين على «كريات ملاخي» قرب تل ابيب.
وفي مؤشر على التحضير لعملية برية وافق وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك على استدعاء 30 ألفا من جنود الاحتياط للخدمة في اعقاب اطلاق فصائل المقاومة صواريخ لأول مرة على تل ابيب وريشون لتسيون.
فقد استشهد طفل وفتيان، وأصيب تسعة مواطنين بجروح الليلة الماضية في غارتين على بلدة بيت حانون. والشهداء هم: الطفل فارس بسيوني (9 أعوام)، والفتى عدي جمال ناصر (16 عاما)، وشقيقه طارق (14 عاما). ومن بين الجرحى التسعة ثلاثة أطفال، ووالد الشهيدين عدي وطارق.
كما استشهد أمس الطفلة الرضيعة حنين طافش (10 شهور)، والطفل وليد العبادلة (عامان ونصف العام)، ومروان ابو القمصان (52 عاما)، ورامي حماد، وخالد أبو النصر، وحابس مسمح (30 عاما)، ووائل حيدر الغلبان، وهشام محمد الغلبان.
واستهدفت طائرات الاحتلال الليلة الماضية أحياء: التفاح، والزيتون، والشجاعية، والسودانية ومخيم البريج، وبيت لاهيا.
وأوضحت مصادر طبية أن عدد الشهداء منذ أمس الأول حتى الليلة الماضية بلغ 19 شهيدا، ونحو 160 جريحا.
وشارك آلاف المواطنين أمس في تشييع جثمان الشهيد أحمد الجعبري وسط هتافات تدعو للثأر. وانطلقت الجنازة من أمام مشرحة مشفى الشفاء بغزة الى منطقة الشجاعية حيث تسكن عائلته والقيت نظرة الوداع، قبل ان ينقل الجثمان الى المسجد العمري الكبير حيث أديت صلاة الجنازة في ظل غياب القادة البارزين في حماس.
وسيرا على الأقدام توجه المشيعون الى مقبرة «الشيخ رضوان» وسط اطلاق عناصر القسام النار في الهواء بكثافة.
ورفع المشاركون رايات حماس وهم يرددون هتافات منها «الانتقام الانتقام يا كتائب القسام».
وتزامنت الجنازة مع شن الاحتلال غارات على مناطق مختلفة في القطاع.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه سيستمر «في اتخاذ كل عمل ضروري للدفاع عن شعبه».
واطلقت قذائف صاروخية من قطاع غزة بشكل مستمر على مدن اسدود وعسقلان وجان يفني وكريات جات وبئر السبع.
وسقط مساء أمس صاروخ في البحر قرب تل ابيب. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان صفارات الانذار اطلقت في تل أبيب. وقال متحدث عسكري اسرائيلي في مؤتمر صحفي متلفز إنه لم يسقط أي صاروخ «على البر».
واشار يواف مردخاي الى أنه «على الرغم من الصفارات، لم يسقط أي شيء على البر. ومن الواضح ان اتجاه (الصاروخ) كان الى الجزء الجنوبي من غوش دان» في اشارة الى الجزء الجنوبي من تل ابيب الكبرى.
واظهرت صور نقلتها القناة التلفزيونية الاسرائيلية الاولى أناسا استلقوا على الأرض وغطوا رؤوسهم بأيديهم مع سماع دوي صفارات الانذار.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية انها المرة الاولى التي يطلق فيها صاروخ باتجاه تل ابيب منذ حرب الخليج عام 1991 عندما اطلقت عليها صواريخ سكود العراقية.
واعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، في رسالة انها اطلقت الصاروخ. وقالت الحركة في رسالتها «سرايا القدس تقصف مدينة تل الربيع المحتلة (تل ابيب) بصاروخ فجر 5. انفجار كبير يزلزل المدينة وصافرات الانذار تدوي».
وتوعدت سرايا القدس بأن «القادم أعظم».
وذكر صحفيون ان شبكات الهاتف حول تل أبيب انهارت بصورة مؤقتة بعد سقوط الصاروخ.
وفاجأ الصاروخ سكان تل ابيب ما ادى الى حالة ذعر. وقالت طبيبة تدعى بنينا «هذا ذكرني بحرب الخليج حين اطلق صدام حسين عشرات الصواريخ».
وقبل ذلك سقطت قذيفة على بعد 15 كلم جنوب شرق تل أبيب دون التسبب في اصابات أو أضرار كبيرة.
وقتل ثلاثة اسرائيليين واصيب اربعة آخرون أمس في انفجار صاروخ اطلق من غزة وسقط على منزل في بلدة «كريات ملاخي». وتبنت كتائب القسام اطلاق الصاروخ.
واعلنت مدارس البلدات الجنوبية في اسرائيل تعطيل الدراسة وطلبت وزارة الجبهة الداخلية من السكان البقاء بالقرب من الملاجئ وتجنب أي تجمعات حتى اشعار آخر.
وتبنت الفصائل اطلاق مئات القذائف على اسرائيل.
وبثت كتائب القسام شريطا مصورا لحطام طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع «سكاي لايت» قالت إنها تمكنت من إسقاطها مساء أمس.
واوضحت الشرطة الاسرائيلية أنه تم نشر مئات من عناصرها «في كافة المناطق الحساسة في الأراضي الاسرائيلية» لتجنب هجمات فلسطينية محتملة.
وفي اطار ردود الأفعال تظاهر مئات التونسيين أمس في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة للتنديد بالعدوان، فيما دعت رئاسة الجمهورية التونسية المجموعة الدولية الى «عزل» اسرائيل عقابا لها على «الجرائم التي ترتكب منذ أيام في حق الشعب الفلسطيني».
واعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «قلقه الشديد ازاء الوضع الخطير واسفه العميق للخسائر في الأرواح في صفوف المدنيين من الجانبين».
واوضح متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ان كاميرون اجرى محادثات هاتفية مع نظيره الاسرائيلي مذكرا اياه بتصريحات وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ التي أكد فيها ان «حماس هي المسؤول الرئيسي عن الأزمة».
واعلن بيان للرئاسة الفرنسية ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «اجرى مباحثات هاتفية مع رئيس جمهورية مصر العربية محمد مرسي للتباحث في الوضع المقلق في جنوب اسرائيل وغزة». واضاف البيان ان هولاند «اعرب عن قلق فرنسا البالغ اثر التصعيد الجديد للعنف في غزة وجنوب اسرائيل ودعا الى ضبط النفس لتفادي تصعيد قد يعرض السكان للخطر».
ولفت بيان الرئاسة الفرنسية الى ان هولاند اكد على «الدور الذي يمكن ان تقوم به مصر للحد من التوتر». من جانبه ندد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بالعدوان.
Fonte: Al-Hayat al-Jadidah